ترهل الجلد (Dermatochalasis) في الجفن العلوي هو حالة شائعة مرتبطة بالتقدم في العمر، قد تؤثر على الرؤية وتشكل مصدر قلق جمالي كبير. وعلى الرغم من توفر خيارات علاجية جراحية وغير جراحية، فإن التطبيق غير المناسب أو المتكرر للطرق غير الجراحية – مثل حقن البوتوكس (Botulinum toxin, BT) – قد يؤدي إلى مشكلات وظيفية تشمل ثِقَل الجفون، إجهاد العين، وعدم رضا المرضى.
نُبلغ في هذا التقرير عن حالة رجل سوري يبلغ من العمر 45 عاماً يعاني من ترهل جلدي ثنائي الجانب في الجفون العلوية، سبق أن تلقى عدة حقن محيطية بالبوتوكس على مدى عامين. وعلى الرغم من التحسن الأولي، تطورت لديه زيادة متكررة في ترهل الجلد، ثِقَل في العينين، إجهاد بصري، صداع، وعدم رضا جمالي.
أظهر الفحص السريري وجود ترهل جلدي ثنائي في الجفون العلوية مع تقييد في المجال البصري العلوي، في حين بقيت وظيفة رافع الجفن (levator function) محفوظة. تم إجراء جراحة شد الجفن العلوي (Blepharoplasty) على الجانبين، وشملت استئصالاً دقيقاً للجلد الزائد، وإزالة الدهون ما قبل الوتر الزائدة (preaponeurotic fat) التي يُحتمل أن تكون قد تفاقمت بسبب المعالجات السابقة بالبوتوكس، مع استئصال جزئي لعضلة الدويرية العينية (orbicularis oculi muscle)، مع الحفاظ على سلامة جهاز الرافعة والحاجز الحجابي (orbital septum).
أُنجزت العملية دون مضاعفات. بعد الجراحة، أبلغ المريض عن زوال كامل لثِقَل الجفن وتحسن ذاتي في المجال البصري، إلى جانب مظهر أوضح لطية الجفن وتحسن في التماثل. ارتفعت نسبة رضا المريض – المقاسة بواسطة استبيان تقييم نتائج شد الجفن (Blepharoplasty Outcomes Evaluation, BOE) – من 25% قبل العملية إلى 96.8% بعد ثلاثة وستة أشهر من العملية.
تُظهر هذه الحالة أن جراحة شد الجفن العلوي ما تزال المعيار الذهبي لعلاج ترهل الجلد، خاصة عند فشل التدخلات غير الجراحية أو تسببها بمضاعفات وظيفية. ويمكن لهذا الإجراء أن يستعيد وظيفة الجفن، ويحسن الأداء البصري، ويحقق رضا جمالياً عالياً، مما يبرز أهمية الاختيار الصحيح للمرضى والتدخل الجراحي في الوقت المناسب في تدبير شيخوخة الجفن العلوي.
2025.