إن الرؤية الضيقة التي ترى أن جراحة الفم قد بدأت مع مطلع القرن الثامن عشر مرفوضة من قبل جميع الدراسات التي تعتبر أن الطب هو أعظم إنجاز في تاريخ البشرية، وأنه بدأ منذ الإنسان الأول الذي سعى جاهدًا لتخفيف آلام بني جنسه. ومن خلال دراسة تاريخ البشرية في مجال تسكين الألم، يمكن ملاحظة تداخل الممارسات السحرية والدينية مع الممارسات العلمية في تشكيل تاريخ فن الجراحة.
ومن هذا المنظور الشمولي، يمكن القول إن الطب بدأ بأسلوب سحري، ثم تطوّر ليصبح ممارسة علمية قائمة على الملاحظة والتجربة. وبعبارة أخرى، فإن الجراحة الحديثة ليست حصيلة جهود حضارة واحدة فحسب، بل هي نتاج تراكمي لمساهمة جميع الشعوب عبر مختلف مراحل التاريخ. وقد كان للمسلمين، كسائر الأمم، دور بارز في إرساء أسس هذا الفن للتخفيف من معاناة الإنسان.
ويتناول هذا المقال وصف عملية خلع الأسنان كما وردت عند أبي القاسم الزهراوي في مؤلفه التصريف، مع مقارنتها بالإجراءات الحديثة، وذلك بالاعتماد على المراجع القديمة والحديثة المتوفرة.
المؤتمر الدولي الأول لتاريخ العلوم التطبيقية والطبية عند العرب والمسلمين، الرياض، العدد: 5
2017.
الطلاب
الهيئة التعليمية
الخريجين
الكليات